يعود تاريخ المدينة التي تقع في وسط الجزيرة القبرصية بالبحر الأبيض المتوسط إلى ألف عام وتكسو جبالها غابات الصنوبر والأرز وتتمير بشواطئها الذهبية..
صالح محمود صالح
يمكن لزائر نيقوسيا قضاء أوقات رائعة يتمتع خلالها بالجبال الباردة المنعشة التي تكسوها غابات الصنوبر والأرز، وقلاعها القديمة، وبناياتها التاريخية، وشواطئها الذهبية التي تغمرها أشعة الشمس بدفئها وحرارتها، وقراها التي تمتاز بالهدوء والسكينة. تطل المدينة على نهر «بيديوس» وتعد العاصمة الوحيدة في العالم المقسمة، حيث يتبع الجزء الشمالي منها تركيا، والجزء الجنوبي قبرص. كما تعد العاصمة الإدارية لمنطقة نيقوسيا، وتضم مقر الحكومة. وتشكل المركز الاقتصادي والمالي الأول بقبرص، ومن أهم مراكز سياحة الأعمال بجنوب أوروبا. تتميز نيقوسيا بجدرانها الفينيقية القديمة والحصينة، المبنية في القرن السادس عشر. وتضم المدينة القديمة مباني تاريخية عدة، وتكثر فيها المقاهي والحوانيت الصغيرة، وبها عدد من المتاحف الحديثة. وهي تعد مدينة عالمية بحسب المجموعة العالمية للمدن والعولمة.
الخط الأخضر يقسم المدينة
يقول التاريخ الحديث للمدينة إن شعبها تحرر في عام 1959 من احتلال الحلفاء لها في عام 1943، وتكونت حكومة جمهورية وحدوية، حيث أصبحت عاصمة الجمهورية القبرصية، وعمل بعدها القبارصة اليونانيون على إلحاق الجزيرة ببلدهم الأم اليونان، ما دعا الجيش التركي إلى التدخل عام 1974 والسيطرة على القسم الذي تسكنه غالبية تركية، وبذلك انشطرت مدينة نيقوسيا إلى قسمين يفصل بينهما خط أخضر، تراقبه قوات سلام دولية، وهما: قسم ذو أغلبية سكانية يونانية في الوسط والجنوب، وقسم ذو أغلبية سكانية تركية في الشمال. وقد أعلن في عام 1983 قيام جمهورية شمال قبرص التركية في القسم التركي.
معالم إسلامية
الإحساس بالنكهة العربية يستشعره الزائر للمدينة، من خلال أشكال الأزقة والمساكن القديمة ذات الشرفات المزخرفة التي تبرز من جدران الحجر الرملي، حتى الأزياء ومذاق الأطعمة التي تقدم فيها. وقد أتى الإسلام إلى قبرص في فترة مبكرة من الفتوحات العربية, ولذلك يوجد العديد من والمعالم الإسلامية في نيقوسيا مثل مسجد «أرابهمت» الذي بني في القرن السادس عشر، ومسجد «السليمية»، الذي يقع في شمال الخط الأخضر من نيقوسيا التابع لقبرص الشمالية. وهو المسجد الرئيس في المدينة، إلى جانب عدد كبير من المساجد الجامعة.
متاحف قبرص
تضم نيقوسيا عددًا من المتاحف المهمة التي يحرص الزائر على زيارتها. ومن هذه المتاحف متحف قبرص، الذي يعرف، أيضًا، بالمتحف «الأركيلوجِي القبرصي»، ويعد أقدم المتاحف الأثرية وأكبرها في قبرص. وقد تأسس في سنة 1882 إبان الاحتلال البريطاني للجزيرة، بغرض جمع التحف الأثرية من جميع أنحاء الجزيرة ودراستها وعرضها. وتعود بعض المعروضات إلى أكثر من 8500 سنة، مرتبة ترتيبًا زمنيًا في قاعاته. فتحتوي القاعة الأولى على الفخار والأدوات التي تعود إلى العصر الحجري الحديث والعصر النحاسي، بينما القاعات الأخرى تتبع تاريخ قبرص عبر العصر البرونزي، العصر الهيليني، العصر الميسيني، والعصر الروماني، وأوائل العصر البيزنطي. ويعد متحف قبرص للتاريخ الطبيعي، من أضخم متاحف قبرص، ومن بين معروضاته التي يبلغ عددها 2500 أو أكثر، حيوانات ثديية محشوة وطيور وأسماك، وزواحف، وحشرات، بالإضافة إلى الصخور والمعادن، والأحجار شبه النفيسة، والأصداف، والحفريات. وفي نيقوسيا، أيضًا، بالمدينة القديمة، يوجد المتحف البيزنطي، وتاريخه يمتد من القرن التاسع حتى القرن الثامن عشر, ويتم فيه عرض أكبر مجموعة من التحف التي يعود تاريخها إلى تلك الفترة، ويحتوي، أيضًا، على معرض فني به لوحات زيتية، وخرائط، ومنحوتات حجرية. وهناك أيضًا، بالعاصمة القبرصية، متحف الشرطة، الذي تأسس في عام 1933، وهو متخصص في تاريخ الشرطة بالجزيرة.
الترفيه
يمكن لزائر نيقوسيا الاستمتاع في متنزه «النعام الترفيهي» الذي يتميز بملاعبه الواسعة، أو الذهاب إلى متنزهات «لافينا لونا بارك» و«حديقة كوكوريكو» التي تناسب الأعمار كافة.